الأمم المتحدة: قصف أكثر من 200 مدرسة بشكل مباشر منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة
الأمم المتحدة: قصف أكثر من 200 مدرسة بشكل مباشر منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة
أثّر القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، بشدة، وبشكل خاص على المدارس بجميع أشكالها، حيث تم قصف 212 مدرسة بشكل مباشر، وفقا لتحليل مجموعة التعليم في الأرض الفلسطينية.
وكشف التقرير الذي نشرته المجموعة التي تشارك في قيادتها اليونيسف ومنظمة إنقاذ الطفولة الأربعاء عن صور للأقمار الصناعية أظهرت أن ما لا يقل عن 53 مدرسة قد "دمرت بالكامل" منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر.
وأكدت نتائج التقرير أن ما لا يقل عن 167 مدرسة أخرى قد تعرضت لأضرار يرجح أن تكون شديدة، فيما تشير إلى أن أكثر من 80 بالمئة من جميع المدارس في قطاع غزة قد تضررت بشكل من الأشكال، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأشار مؤلفو التقرير إلى أن "الاتجاه المتزايد للهجمات على المرافق المدرسية" أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل، وسط "قصف إسرائيلي مكثف، من الجو والبر والبحر، في معظم أنحاء قطاع غزة".
دمار واسع النطاق
كانت محافظة شمال غزة هي الأكثر تضررا، حيث أصيب أو تضرر نحو 86.2 في المئة من المباني المدرسية، بشكل مباشر، تليها محافظتا غزة وخان يونس.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن ما لا يقل عن 107 من مدارس الأونروا –أي ما يعادل 57 في المئة من مدارس الوكالة– تندرج أيضا ضمن هذه الفئة، بالإضافة إلى 73 في المئة من المدارس الحكومية و55.8 في المئة من المدارس الخاصة في القطاع.
كما أفاد التقرير باستخدام 320 مبنى مدرسيا في غزة كملاجئ من قبل النازحين الذين فروا من منازلهم، وأن 188 من تلك الملاجئ أصيبت أيضا بشكل مباشر أو تضررت.
ولتسليط الضوء على حجم تأثير الصراع، أشار تقرير مجموعة التعليم إلى أن أكثر من 625 ألف طالب وطالبة و22 ألف معلم ومعلمة كانوا يرتادون 563 مبنى مدرسيا قبل الحرب.
جدير بالذكر أن التقرير يعتبر أن المدرسة قد ضُربت بشكل مباشر عندما يصاب مبنى واحد على الأقل من مبانيها بشكل مباشر. كما يعتبر المدرسة متضررة عندما يتضرر موقع واحد على الأقل ضمن مسافة 30 مترا من مبنى المدرسة، ما قد يشير إلى أضرار جسيمة قد لحقت به.
الحرب على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 32 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 74 ألف جريح، إضافة إلى نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم 574 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة.
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.
في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.
وتسببت الانتهاكات الإسرائيلية والأزمة الإنسانية الحادة في غزة في مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية" لأول مرة منذ تأسيسها.